Loading

SFD SFD

قصص من الميدان

مشروع مياه رزيقة آل غشام يفتح آفاقاً واسعة في مشاريع الشرب في اليمن

مشروع مياه رزيقة آل غشام يفتح آفاقاً واسعة في مشاريع الشرب في اليمن
تُعد محافظة البيضاء من أفقر محافظات اليمن مائياً نظراً لوجود الصخور الصماء التي تمنع تغلغل المياه إلى جوف الأرض إلا أن هذه الخاصية جعلت المنطقة ملائمة لإنشاء الحواجز المائية والاحتفاظ بالمياه فيها. وقد نفذت كثير من الجهات العديد من الحواجز الناجحة إلا أن الأهالي وقفوا ينظرون إليها لسنين ويتمنون قطرة الماء في منازلهم نظراً لبعد مواقع السدود وانخفاضها عن قراهم مما يتطلب مضخات لرفع المياه.
 
   

خلال عام 2008 طور الصندوق سياسة خاصة بمشاريع المياه الممكننة (باستخدام آلات للضخ والتوزيع) مما فتح الباب واسعاً أمام فرع ذمار للمساهمة في تحسين خدمة المياه في محافظة البيضاء بالاستفادة من هذه الحواجز، فنفذ عدد من المشاريع التي تستحق الوقوف عندها والتعلم منها وتعريف الفروع بها. كما نفذ الفرع مشروع مجاري تجريبي في الخف والحيكل/ ذي ناعم استخدمت فيه تقنية المفاعلات اللاهوائية في معالجة المجاري. وقد نفذت وحدة المياه زيارة تعليمية ميدانية شارك فيها جميع مدراء الفروع وضباط المياه في كافة الفروع، حيث زاروا مشروع مياه رزيقة آل غشام/الملاجم ومشروع مجاري الخف والحيكل / ذي ناعم واطلعوا على مكونات المشروعين.

وبالتركيز على مشروع المياه، فقد مثل مشروع مياه رزيقة آل غشام  أحد أحدث مشاريع الصندوق الاجتماعي الفريدة من نوعها والمعبرة عن مرونة سياسات الصندوق وانفتاحه على المبادرات المحلية المخلصة. بل إنه أضحى مشروعاً نموذجياً استدعى الفريق الزائر للمشروع للتعلم منه وليغدو نموذجاً يستحق تقييم آلية عمله وتشغيله ودراسة مدى الاستفادة منه في تنفيذ مشاريع المياه المستقبلية.

يتكون المشروع من بئر يدوية أسفل حاجز آل غشام ومضخة تقوم بضخ المياه من البئر إلى خزان برجي على مرتفع جبلي وشبكة توزيع إلى جميع منازل وقرى عزلة آل غشام القابعة أسفل الجبل (ذات 6,300 نسمة) وتوصيلات منزلية ووحدة مشروع تعتمد على الكمبيوتر في إدارة المشروع وإصدار فواتير الاستهلاك.

تفر'د هذا المشروع أولاً في كونه ثاني مشروع ينفذه الصندوق لتوفير مياه محسنة من بئر ترشيحية تتغذى مباشرة من حاجز نفذته وزارة الزراعة وثانياً في آلية تشغيل مكونات المشروع بطريقة إلكترونية لا تتطلب إلا رسالة قصيرة من الهاتف المحمول الخاص برئيس لجنة تشغيل المشروع المواطن "ناصر بحران" وهو صاحب ذلك الابتكار. يقول ناصر وهو القروي النشط في تنمية مجتمعه أنه يهوى الهندسة الكهربائية والالكترونية وله عدد من الابتكارات المفيدة التي تنتظر من يتبناها لتطوير المجتمع كما فعل الصندوق مع ابتكاره. شعر ناصر  بالسعادة لرؤيته أعضاء فريق الصندوق وهم يهللون ابتهاجاً واستغراباً حينما بعث ناصر برسالة تليفونية قصيرة من منزله ورأوا صمام أنبوب الخزان البرجي يفتح من تلقاء نفسه تبع ذلك تشغيل مضخة شفط المياه من السد إلى الخزان، ثم إيقاف تشغيل المضخة وإغلاق الصمام بعد امتلائه بعد رسالة مماثلة من ناصر. وزاد من ذهول الفريق أن أخبرهم ناصر بأنه يمكن التحكم بتعبئة الخزان وفتح شبكة الري بذات الطريقة وهو في مدينة صنعاء أو عدن أو أية منطقة في اليمن.

 
   

في هذا الصدد، يفيد رئيس وحدة المياه بالصندوق بأن هذه التقنية البسيطة يمكنها الحد من هدر المياه في حال انكسار أحد الأنابيب أو إذا نسي المشغلُ الصمامَ مفتوحاً وفاض الخزان لأن ناصر ابتكر مقياساً لمستوى المياه داخل الخزان يمكن أن يراقبه المشغل عن بعد وهو في بيته، كما إنها توفر جهد المشغل في الذهاب إلى موقع الخزان البعيد ويلبي طلب القرية للمياه في غضون دقائق قليلة––ولو كان ذلك في منتصف الليل. التطور الأكثر أهمية هو أن عملية التعلم من المشروع قد بدأت بإسقاط ثمارها، حيث اطلعت هيئة مياه الريف على سير عمل المشروع وبدأت في تنفيذ آبار يدوية ترشيحية مماثلة في عدد من مناطق المحافظة. كما بدأ الصندوق بمساهمة من المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالبيضاء بتنفيذ مشروع مياه مشابه للإستفادة من حاجزي مياه "الد'ِية" و "الخوعة" الذين نفذا من قبل وزارة الزراعة لتوفير مياه محسنة لثلاث عزل (آل حسن و السادة وذاهبة) بعدد سكان يتجاوز 8,800 نسمة.

قصص من الميدان