قصص من الميدان
لـَمُّ شمل أسرة في حجة
وأحد الأمثلة البارزة على قدرة البرنامج على استقطاب أعداد متزايدة من المستفيدين منه (حتى في ظل الظروف الحالية)، ما يحدث في قرية الطوف (عزلة قلعة حميد، مديرية الشغادرة، محافظة حجة)، حيث يعملُ القرويون الفقراءُ في المرحلة الثانية من مشروعهم الذي يهدفُ إلى إعادة تأهيل وحماية أراضيهم الزراعية المنبسطة في منطقة جبلية.
أحد سكان هذه القرية، محمد ناصر الذي اعتاد من قبل على العمل في بيع أشياء بسيطة في العاصمة صنعاء، لكنه أخذ في تجر'ُع معاناة شديدة بسبب الأوضاع الأمنية وتدهوُر الحالة الاقتصادية.. فببساطة، قام بالانضمام إلى مشروع الأشغال كثيفة العمالة في قريته، وبدأ في العمل على حماية الأراضي الزراعية التي تملكها أسرته.
بدت أم محمد، وأخوه المصاب بإعاقة جزئية، متحمسين ومشغولَين وهما يعملان على اثنتين من ماكينات الخياطة اليدوية، واللتين قاموا بشرائهما من الأجور التي تحصل عليها الأسرة من المشروع. تقولُ أم محمد أنها تعملُ مع بقية أفراد الأسرة في حماية أراضيهم الزراعية، وتجلب الطعامَ والماءَ إلى البيت، كما تعتني بالأطفال. وتضيف: ((أظل مشغولة طوال اليوم بالعمل في المشروع، وفي المنزل. والحقيقة أن المشروعَ فتحَ المجالَ لفرص اقتصادية أخرى في القرية، فقد استطعنا شراءَ عنزتين، وماكينتـَيخياطة مُستخدَمَتـَين.. وزاد حجمُ الطعام الذي نأكله، كما تحسنت نوعيته)). وهي تستغل وقت الفراغ المحدود الذي تحظى به لخياطة أكياس بلاستيكية بسيطة، وتقومُ ببيعها في سوق القرية بسعر يبلغ ضِعفَ سعر التكلفة.
أما رب الأسرة، أحمد ناصر، فقد عَبرَ عن سعادته لحصوله على عمل في المشروع.. فقد كان يعملُ – بصورة غير قانونية – في السعودية بسبب عدم قدرته، وسكان القرية الآخرين، على استصلاح مدرجاتهم الزراعية (قبل بدءِ المشروع) بالنظر إلى الحاجة إلى وقت طويل للقيام بذلك وعدم وجود أية موارد معيشية لهم خلال هذا الوقت. ذات يوم، وهو في غربته، تلقى مكالمة هاتفية من أم محمد تطلبُ فيها منه أن يعودَ ويسجلَ نفسه للعمل في المشروع. وهو يعتقدُ، الآن، أن المشروعَ نجحَ في خلق وإيجاد مستلزمات الاستقرار الاجتماعي في قريته. وقد وعد أسرته أنه – بعد الآن – لن يعملَ في أي مكان آخر، موضحاً أنه ((بحماية وإعادة تأهيل أراضينا الزراعية، تتوفر لدينا مواردُ معيشية كافية سواء من المشروع، أو من دخل ماكينتـَي الخياطة، أو من الأغنام.. بل، وسنزيدُ من دخلنا ونحسن ظروفنا أكثر بفضل ما ستدرهُ علينا المحاصيلُ الزراعية التي سنجنيها قريباً)). ويعتقدُ أحمد أن كل هذه الموارد ستؤَمن كامل احتياجات الأسرة، الأمر الذي لن يضطره – مرة أخرى – ولن يضطر ابنه للعمل خارج القرية بعد الآن.
إنضم إلينا