قصص من الميدان
مركز مرنع طلحة لتسويق منتجات الجمعيات الحرفية اليمنية
وقد نفذ الصندوق الاجتماعي دراسة عن الحِرَف اليدوية، قامَ على ضوء نتائجها بتأسيس مركز يعنى بتأهيل الجمعيات الحرفية لتتمكن من تدريب الحرفيين على تطوير منتجاتهم والطرق الحديثة لتسويقها، وذلك عبر بناءِ قدرات الجمعيات التي بدورها تتبنَّى الحرفيات والحرفيين بهدف تخريج 2-3 جمعيات قادرة على تسويق وتطوير منتجاتها بنفسها بما يضمن استمرارية عمل الجمعيات، ويخدم تحسين الوضع المعيشي للمستهدفين من التدريب.
ولغرض الربط بين المواقع التراثية وصناعة الحرف تم استخدام أحد المرافق التراثية التي أعاد الصندوق ترميمها في منطقة مرنع طلحة بصنعاء القديمة. وبعد منافسة بين 6 منظمات عاملة في مجال الحرف وتسويقها تم اختيار "جمعية البراءة" لتـُسنَد لها إدارة المركز تحت إشراف مباشر من الصندوق، وقد قامت الجمعية بتشكيل مجلس إدارة للمركز من أعضاء الجمعية وممثلي القطاع الخاص والجمعيات الشريكة.
واستمر المركز – خلال العام – بتقديم خدماته للجمعيات، حيث تم اختيار 9 جمعيات من محافظات الحديدة وعدن وصنعاء بناء على معاييرَ تضمنُ الحيادية والشفافية. وقامَ المركزُ بعقد دورات تدريبية لأعضاء الجمعيات الحرفية الشريكة بهدف إنتاج منتجات منافسه ذات جودة قابلة للتسويق. فاستهدفت إحداها تدريب 10 حرفيات في حياكة الأصواف الطبيعية وغزل الأصواف. ثم تم عقد دورة في النسيج التحقت بها 50 متدربة، وتم اختيار النصف منهن لتدريب آخر في التطريز والخياطة. وحالياً تعتبر المتدربات مشرفات على ضبط جودة الإنتاج والتشطيب.
وفي زيارة ميدانية لممثلي الصندوق إلى "مؤسسة بيتنا"، إحدى الجمعيات الشريكة في المركز، تـَبـَيـَّنَ أنَّ شركة طلبت من المركز عمل عشرة نماذج لأغطية مخدات مطرزة يدوياً، وأنه عند موافقة الشركة على النماذج، فإنها ستطلب 100 ألف قطعة، الأمر الذي سيسهم في تحسين الأحوال المعيشية للعاملات بالمؤسسة.
وقد صرحت المتدربة نسرين السفياني (23 سنة) ولديها دبلوم متوسط في الخياطة وتعمل كمدربة خياطة وتصميم، أنها التحقت وتأهلت في دورة غزل ونسج الصوف لعمل أحزمة وبُسُط ومنتجات تقليدية أخرى. كما تحدثت بأن المركز قد مكَّنَها من تجويد مهارتها التي تعلمتها أثناء دراستها الدبلوم، حيث تمكنت من تصميم وخياطة طرازات حديثة مطعمة بلمسات تقليدية مرغوبة في سوق الأعراس المحلية. والآن تقوم نسرين بتدريب أخريات على مهارات التفصيل وخياطة الملابس النسائية، والأزياء المدرسية والتراثية اليمنية والعبايات.. الخ.
هذا، ويخطط مركز مرنع طلحة لإقامة مركز حرفي تراثي يمني – قطري مشترك في الدوحة لاستضافة حرف العمل على الخشب وسعف النخيل والمنسوجات والجلود بالتعاون مع المركز التراثي القطري الذي سيقوم بعملية التسويق والبيع في دولة قطر. كما تجري مباحثات مع خبير دولي لإجراء دراسة تحليلية للسوق الأوروبية الناطقة بالألمانية (ألمانيا، سويسرا، النمسا) لاستكشاف الفرص والطلبات المحتملة للسلع اليمنية لديهم.
إنضم إلينا