قصص من الميدان
بني معانس تشهد تغييراً تنموياً ملموساً
واستجابة لهذه التحديات، استهدف برنامج التدخل المتكامل هذه العزلة قبل عامين ليبني فيها حتى الآن طريقاً ريفياً ومدرستين و6 خزانات حصاد مياه في الجبل وتحسين بئري مياه وشبكتي توزيع المياه إلى 142 منزلاً مشتتة بشكل واسع تحت إدارة مشروعين مجتمعيين التي انتخبها المجتمع إضافة إلى عدد من المشاريع النوعية في مجال محو الأمية والتوعية الصحية وبناء القدرات.
كانت تلك الجهود من أجل القضاء على معاناة المرأة في الرحلات اليومية الشاقة في جلب الماء وتشجيع الفتيات على الاستمرار في التعليم، حيث وصلت إلى الصف السادس أساسي 4 فتيات فقط قبل ذلك، وتضاعف عددهن اليوم أربعة أضعاف. وعند سؤال الحاج منصور علي العدوفي الذي يعيل 15 فرداً في مجتمع محنية، أفاد بأنه كان يرسل 6 فتيات و4 أولاد لجلب الماء يومياً يحمل كل منهم 20 لتراً ضمن 20 رحلة إلى أسفل الوادي، مما كان يؤثر على مستوى وانتظام تعليمهم. قبل إنشاء وتجهيز المدرستين هناك، كان 230 طالباً وطالبةً يدرسون في مبانٍِِ مهترئة ومزدحمة وتحت الأشجار، وكان الأهالي يستأجرون على نفقتهم مساكن غير ملائمة للمعلمين الذين كانوا دائماً ما يطلبون الانتقال إلى مناطق أخرى. كانت المباني معرضة لدخول الزواحف (ومنها الثعابين) وكذلك الكلاب، بينما كانت الأرضة تتسبَّبُ في سقوط بعض أخشاب السقف على الأرضية خارج أوقات الدراسة.
أما اليوم فقد نما عدد التلاميذ وخاصةً الفتيات في التعليم بشكل ملحوظ وأصبح المعلمون أكثر استقراراً بوجود بيئة تعليمية ملائمة مع وجود الكراسي والخدمات الصحية والسلامة. ففي تجمع مَحنية، كان عدد الطالبات هناك 15 كن يتعلمن بجانب 165 طالباً، لتتسع مدرستها (الفوز) الجديدة اليوم لـ 70 فتاة بالإضافة إلى 180 طالباً. وفي تجمع الجبل كان عدد الطالبات 30 + 50 طالباً ليصبح عددهن في مدرسة النور الأساسية اليوم 80 + 70 طالباً.
وكان لبرنامج التدخل المتكامل بصمات فاعلة في رفع مختلف القدرات في العزلة، فقد أصبحت لجنة التنمية المجتمعية بفضل التدريب والممارسة قادرة على التخطيط وإدارة ومراقبة تنفيذ مشاريع التنمية الريفية المختلفة وتقدمت بطلب للحكومة للسماح لها بتأسيس جمعية تنموية تمكنها بتوسيع أنشطتها وتوسيع شراكاتها واستدامة عملياتها. كما قام البرنامج بتدريب مجموعات على تربية النحل ومجال صحة الحيوان والري.. وأقام دورات تأهيلية للمدرسين وشكّل ودرّب مجالس الآباء، ودرّب أخصائيين اجتماعيين في المدارس، ودرّب ميسري محو الأمية والتعليم المجتمعي، ودرّب الجدات الشعبيات على الممارسات الصحية السليمة في التوليد، وأهل مرشدات صحيات، وموّل منحاً لتدريب قابلات مجتمع حصلن على مؤهل دبلوم سنتين.
إنضم إلينا