Loading

SFD SFD

قصص من الميدان

السقايات الخاصة حل فعال لفقر المياه على قمم الجبال

السقايات الخاصة حل فعال لفقر المياه على قمم الجبال
تعتبر اليمن من أفقر عشر دول في العالم مائياً حيث يبلغ متوسط حصة الفرد اليمني 120 متراً مكعباً سنوياً، بينما يبلغ المتوسط العالمي 1,385 متراً مكعباً للفرد/العام (إجمالا يستهلك العالم 9087 مليار متر مكعب في السنة).

 ونظراً لنضوب معظم الأحواض المائية الرئيسة في البلاد، فلقد ركزت سياسة الصندوق على الإستفادة من مصادر المياه المتجددة مثل مياه الأمطار ومياه العيون والغيول والمياه السطحية بدلاً من تركها تنساب  نحو البحر أو الصحراء. ووقد تبنى الصندوق دعم السقايات الخاصة لتمكين المجتمعات من جمع أكبر كمية من المياه للإستفادة منها لأطول فترة ممكنة وللجودة العالية للمياه المتجمعة في هذه الخزانات مقارنة بالبرك العامة ولقلة زمن الجلب الذي يكان يكون معدوما.

وتعتبر المرتفعات الجبلية هي أفقر مناطق اليمن مائياً نظراً للطبيعة الجغرافية والديموغرافية ولصعوبة حصاد مياه الأمطار وفقر آبارها السطحية وأحواضها الجوفية. وفي قرية هُرُبة بمديرية شرس (محافظة حجة) التي تقطنها  3 تجمعات سكانية على رؤوس الجبال العالية التي يبيع ملاك عربات المياه النقلة هناك اليوم بتسعة آلاف ريال (42 دولاراً) لمجتمعات فقيرة. يعول الحاج على المعصار (مزارع وبنّاء) 15 فرداً ويرعى 3 أبقار وحمارين يستهلكون جميعاً سعة سيارة شهرياً والآن تكفيه سقايته التي ساعده الصندوق ببنائها لمدة ثلاثة أشهر بالإضافة إلى جودة مياه أفضل. يتذكر الحاج علي قائلاً "كانت ثلاث من نسائنا تقوم بثلاث رحلات يومية بالدواب لجلب 80 لتر من الماء من أسفل الوادي في كل رحلة، وكانت وقت الرحلة 4 ساعات". ويضيف عن أداء الصندوق في بناء السقايات "لم أنفق شيئا في البناء لأن كل المواد متوفرة في المنطقة عدا أجور نقل الرمل من الوادي، وقد سادنا تخوف من عجز الصندوق عن الوفاء بالتزاماته أثناء أزمة الوقود والوضع الأمني المتردي عام 2011 لكنه لم يتأخر عن نقل مواد البناء إلى مواقع المشروع، وكان المهندس يعمل في القرية طوال عمر المشروع ".

بدأ محمد الحصن بحفر حوض لخزان إضافي بالقرب من بيته لتجاوز استهلاك عائلته الكبيرة (التي تضم 4 عائلات تتكون من 25 فرداً + 30 رأس غنم + 5 دواب) سعة خزان الصندوق رغم أنه يخزن الماء لفترة 5 أشهر. يستمر محمد قائلاً "لقد بدأ الأهالي بحفر 10 خزانات إضافية من أجل الاستمرار في الاهتمام بتعليم فتياتنا اللاتي أضعن جميعهن التعليم سابقاً، أما الآن فلا توجد فتاه خارج المدرسة".

قصص من الميدان