Loading

SFD SFD

قصص من الميدان

النقد مقابل العمل في رازح يؤمن الماء والغذاء والعمل وفوائد أخرى

النقد مقابل العمل في رازح يؤمن الماء والغذاء والعمل وفوائد أخرى

يسود الفقر نسبة 91% من سكان قريتي الثواهر وبني حذيفة في مديرية رازح  محافظة صعدة، حيث لا يملك الأهالي مصادر دخل ثابتة. وقد داهمت المنطقة ولا زالت عدة صدمات مناخية وسياسية واقتصادية عرضتها للضعف الشديد، لتحد وعورة الجبال من حركتهم طلباً للرزق أو النزوح، وليستهدفها الصندوق الاجتماعي بمشاريع النقد مقابل العمل من أجل زيادة مرونة الأهالي لتحمل تداعيات الصدمات التي لا تزال تضربها.

 

وقد اشتدت حدة الفقر هنا نتيجة الحروب الست التي مرت بها المحافظة وموجة الجفاف، ليعانوا من فقر غذائي ملحوظ وانخفاض عدد المواشي ويظل الأهالي بدون أعمال بعد أن أغلقت سبل الرزق في وجوههم.

 

كما عانى الأهالي كثيرا من أجل الحصول على مياه الشرب نتيجة الجفاف لتقطع النساء طرقاً وعرة  مسافة ساعة عن القرية من أجل الحصول على 20 لتراً من الماء. وقد عبر صالح علي جابر قاسم عن معاناتهم بقوله (  تاعبين مافي ماء، نروح للماء من الغيل على مسافة ساعة ونسارب من الساعة 2 الفجر وتحصل كل أسرة 20 لتر وعندنا مابش طريق والماء فوق الحريم والحمير على مسافات بعيدة".

 

واستجابةً لتلك الظروف المركبة القاسية، تدخل الصندوق بمشاريع النقد مقابل العمل لينخرط المجتمع في بناء 62 خزان مياه شرب منزلية لتجميع مياه الأمطار، وتأهيل مدرجات زراعية بمساحة نصف هكتار وبكلفة اجمالية قدرها 98,000 دولار. واستفاد من هذه المشاريع  459 نسمة ضمن 72 أسرة وبشكل خاص من أجل تمكين الاناث من التعليم وتوفير الحبوب في مواسم الأمطار.

 

ونتيجة لذلك وفر الصندوق فرص عمل مؤقتة مدرة للدخل ووضع أولوية للأرامل خاصة في ظل هذه الأوقات الحرجة التي تعيشها المنطقة والبلاد ككل. وأوجد المشروع فرص عمل بإجمالي 20,157 يوم عمل، منها 2,872 للإناث.

 

كما كان للمشروع فوائد ثانوية مثل قيام المشاركين بالعمل في المشروع بشراء أصول مختلفة لاستثمارها والعيش في استقرار اقتصادي يضمن تأمين أهم الاحتياجات الأساسية بشكل مستدام. فقد قام المشاركون بشراء 50 من الأغنام و10 عجول و6 مكائن حياطة و17 جهاز تكسير صخور"كمبريشن".

 

وقامت فرق الصندوق بحملات توعية مركزة لحث المستفيدين على استغلال عائدهم المادي من العمل في المشروع في تحسين الوضع الغذائي وتنويع الغذاء لأسرهم، بالإضافة إلى شراء أصول إنتاجية تدر الدخل مستقبلا على الأسر، و تمكنها من الاستقرار وتأمين احتياجاتها الأساسية بشكل مستدام. وقد عبر عن ذلك المستفيد صالح جابر قاسم "استفدنا من الدفعة الاولى انا واخوتي وعيالي في شراء مواد غذائية للبيت وكمبريشن للعمل في تأجيره مقابل الأجرة". وأضافت الارملة بهجة حسن "اشتغلت في الخزان وقد استفدت في شراء المواد الغذائية لأولادي و غنمتين"

 

كما اكتسب 44 مشاركاً مهارات بناء تساعدهم على الدخول في سوق العمل. وقد عبر المستفيد ضيف علي جابر "تعلمت من المشروع كيف أهذب الحجار وكيف أبني، وبنيت بركتي بنفسي وعيالي وابني عبدالله تعلم قطع الحجر."

 

قصص من الميدان