قصص من الميدان
تأمين الحماية للنازحين الضعفاء في قرى مستبأ المتضررة من الحرب
تسببت الضربات الجوية والاشتباكات البرية عبر الحدود شمال اليمن بنزوح كثير من السكان من مناطقهم الأصلية، وتركوا وراءهم ممتلكاتهم وبيوتهم ومصادر كسب الرزق. وبحثت مئات الأسر النازحة عن مناطق أكثر أمنا، ولم تخطط للتحرك نحو منطقة بعينها حتى استقرت لدى العديد من المجتمعات والمناطق في القرى الهادئة في مديرية مستباء بمحافظة حجة.
شكل النازحون تركزات صغيرة في قريتي الكدافة والحمراء اللتان كانتا تحت مؤشر الفقر المرتفع المستوى 4 (معدل المؤشر 93٪). وبعد شهرين من إقامتهم في المنطقة المستهدفة، بات النازحون في نزاع مباشر مع المجتمع المضيف بسبب منافسة القرويين في التحطيب، واستخدام مراعيهم وتقاسم الموارد المائية المحدودة أصلاً. كما لم يكن لديهم المال لشراء هذه السلع من المجتمع المضيف، ليعانوا من طول رحلات جلب الماء من مصادر بعيدة، واضطر نازحون آخرون إلى بيع مواشيهم لتجنب نفوقها بسبب شحة الأعلاف.
يشهد سكان المنطقتين أن الصندوق الاجتماعي للتنمية كانت المؤسسة الوحيدة التي وصلت إلى منطقتهم دون منظمات أخرى بسبب المخاطر الضربات الجوية التي تحدث قرى مجاورة. ولمعالجة هذه المشاكل الرئيسية اليومية، قام مشروع الصندوق "النقد مقابل العمل" المدعوم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي بتوفير فرص عمل مؤقتة للنازحين في القريتين. وكان سكان إحدى القريتين قد تم استهدفهم من قبل بمشروع مماثل من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية. ويهدف المشروع الجاري إلى الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحا للنازحين الذين باتوا في أمس الحاجة للنقد والخدمات من أجل التغلب على التحديات سابقة الذكر وتحديات أخرى، مثل تأمين المأوى الملائم لحماية أسرهم وصحتهم من انعدام أنظمة الصرف الصحي الآمنة. سيؤمن المشروع أيضا كلفة انتقالهم إلى أقرب الأسواق، وتكلفة المواد الغذائية الأساسية وغيرها من الخدمات الأساسية بعد أن دفعت بعض الأسر أطفالها إلى التسول في المناطق المجاورة.
في نوفمبر 2016، بدأ برنامج الأشغال كثيفة العمالة الذي ينفذه الصندوق الاجتماعي للتنمية تدخله في المنطقة من أجل الاستجابة لأهم احتياجات المجتمع النازح عبر توفير وظائف مؤقتة لأعضاء 266 أسرة تضم 1,312 شخصاً. وركزت تدخلات البرنامج على تأهيل وترميم مساكن مبنية من القش والطين لكل أسرة باستخدام مواد البناء المتوفرة محليا. وهدف التدخل لحماية النازحين من تأثيرات الطقس الحارة والغبار. وكان جزء من التدخلات أيضا لبناء مرحاض مدعوم بنظام الصرف الصحي الآمن لكل أربع أو خمس أسر من أجل تحسين صحتهم والبيئة. وتشمل الأنشطة أيضا توعية المستفيدين أثناء العمل وتزويدهم بالمهارات الحياتية والدعم النفسي.
إنضم إلينا