قصص من الميدان
سقايات بأقصى مناطق صعدة تعيد الحياة
أكتب هنا عن مشروع تنفيذ سقايات (خزانات) تجميع مياه الأمطار في قرى الغور وما جاورها عزلة الربعين- غمر - #صعدة #اليمن بعد انتهاء العمل فيه بنجاح لم أتوقعه بصفتي مهندس المشروع.
يمكن الوصول للمشروع من ثلاث مديريات (رازح وساقين وغمر) ولكن الوصول مشياا على القدمين فطرق السيارات من المديريات الثلاث يصل لمشارف المنطقه فقط ..
يتكون المشروع من عدد سقايات (141سقاية) موزعة بين ثلاث قرى (الغور ولباخ وخلب) وهذه القرى متباعده جدا عن بعضها بعدة كيلوهات، وتقع في اماكن وعرة جدا. فمن شدة وعورتها كما في قرية الحصن، كنا لا نجد موقعا مستويا بمساحة 9 متر مربع تكفي لعمل السقاية..
الوقت اللازم للمرور والاشراف على جميع السقايات يكلفني (7 -5) ايام. هذه القرى محرومة من جميع المشاريع التعليم والصحة والمياه والطريق وتعتبر السقايات اول مشروع ينفذ في هذه المنطقة.
وضع الناس المالي والمعيشي والخدمي صعب للغاية
فعند حدوث مرض في هذه القرى فان الاسعاف يكون بالحمل على الاكتاف لوقت يصل لست ساعات فالكلمات تعجز عن وصف وضع المنطقة ووعورتها..
الناس فى هذه القرى يعتمدون بدرجة اساسية على الحمير في نقل احتياجاتهم فكلفة نقل كيس الاسمنت تصل الى 3500 ريال موزعة بين 1000ريال للسيارة و2500 للحمار. وعند نزولي في الزياره الاولية للمشروع قلت في نفسي لن تتجاوز نسبة الانجاز في المشروع ال80% وذلك لصعوبة نقل مواد البناء وعدم توفر المياه، ولكن بحمدلله تم انجاز المشروع بنسبة 100% وبشكل غير من وجهة نظري.
أعتبر هذا المشروع الأول في اليمن لانه تغلب على مشكلة الوعورة وانعدام الخدمة وبعد المنطقة عن طرق المواصلات.
المهندس محمد ضيف فارس
إنضم إلينا