قصص من الميدان
اشراقة أمل في حياة فاطمة
استمر هذا الوضعُ عاماً ونصف العام، شعر خلالها أبواها بيأس شديد لأن ابنتهما تذهب إلى المدرسة وتعودُ منها دون فائدة تُذكر أو تحسن يشجعهما.
هذا كان العام الماضي.. أما الآن، فأين أصبحت فاطمة؟ وكيف نجدها؟
إنها الآن تتلقى تعليمها في مدرسة هارون الرشيد (مدينة حجة) على يد معلمات تلقين التدريب المناسب للتعامل مع حالات كحالة فاطمة، سواء كانت درجة الإعاقة شديدة أو متوسطة.. لذا نحن اليوم نجدُ مستوى التحصيل التعليمي لهذه الطفلة يتحسن، وهي تكتسبُ معارفَ ومهاراتٍ جديدةً للاتصال والتواصل مع المجتمع المحيط بها.. وتجد المتعة الكبيرة وهي تدرس باستخدام الوسائل والألعاب الموجودة في غرفة المصادر.
والدا الطفلة ومعلماتها يتوقعون مستقبلاً مشرقاً للطفلة، خاصة وأنها تتمتع بمواهبَ متعددةٍ كالرسم والزخرفة.. ونتوقع تنميتها من خلال المتابعة المستمرة والرعاية الجادة لها من معلماتها ووالديها والمجتمع.
ابتسام مبارك
معلمة غرفة المصادر، مدرسة هارون الرشيد (مدينة حجة)
التأهيل المجتمعي
كانت نظرة المجتمع للأشخاص ذوي الإعاقة في مدينة عبس (محافظة حجة) قاصرة، حيث كان يُنظر إليهم على أنهم لا يمكن أن يشاركوا في أي عمل فاعل في المجتمع، ولا يستطيعون ممارسة أي نشاط.. ولتغيير هذه النظرة، لعبت لجنة التأهيل المجتمعي دوراً كبيراً لنشر الوعي بين أفراد المجتمع والتعريف بأن هذه الفئة لها الحق في أن تحيا حياة كريمة كغيرها من أفراد المجتمع.. فلها الحق في التعليم وغيره من شئون الحياة.
ويعود الفضل في ذلك للصندوق الاجتماعي للتنمية، حيث دعم تأسيس هذه اللجنة من المجتمع نفسه بانتخاب حر ومباشر.. ثم دَربَها على الوظائف الإدارية والمالية المحاسبية، كما دَربَ العاملين في اللجنة على مفاهيم الإعاقة والتأهيل المجتمعي.. وتم تزويدُ مقر اللجنة بكامل الأثاث والتجهيزات اللازمة لتسيير أعمالها، وتنفيذ مسح ميداني للمدينة للافراد ذوي الاعاقات الذي أظهر حالات كانت مخفية في البيوت لا تغادرها، حيث بلغ عدد ذوي الإعاقة 661 حالة (منهم 227 دون سن 18 سنة).. الأمر الذي يدعو إلى تضافر الجهود لتقديم خدمات تأهيل وحماية لهؤلاء الأطفال.. وهو ما سيتم تنفيذه من خلال برنامج التأهيل المجتمعي ليصبح هؤلاء أفراداً فاعلين في المجتمع ومؤثرين فيه.
هادي إبراهيم الحكمي
مدير لجنة التأهيل المجتمعي (عبس، حجة)
التربية الشاملة.. بين الواقع والطموح
كانت المحافظة تفتقر إلى أبسط خدمات التربية الشاملة، بل إن بعض قيادات مكتب التربية بالمحافظة لم يكونوا على دراية تامة بمفهوم التربية الشاملة––ناهيك عن أهميتها ومهامها.
كل ذلك كان قبل تدخل الصندوق الاجتماعي.. أما بعد دعم الصندوق لأنشطة إدارة التربية الشاملة، أصبح وجودها فعلاً لا قولاً، وعملاً ميدانياً لا اسماً على ورق. فقد عززت الإدارة دورها Kوتوسعت في 12 مدرسة، منها 5 مدارس يدعمها الصندوق. وقد أسهمت تدخلات الصندوق في مساعدتنا على تغيير نظرة أولياء أمور الأطفال ذوي الإعاقة نحو مستقبل أبنائهم التعليمي طالما هناك مبادرات صادقة للدمج في المدارس العادية. ومن الانجازات التي قدمها الصندوق للإدارة تنفيذ مسح أولي أفضى إلى توفير قاعدة بيانات دقيقة عن ذوي الإعاقات في محيط مدارس التربية الشاملة بالمديرية، تشكل مرجعية أساسية في بناء الخطط وغيره.. سواء للإدارة أو الجهات ذات العلاقة.
وطموح الإدارة هو أن يحصل ذوو الاحتياجات الخاصة على حقهم في التعليم، ويفهم المجتمع كيف يتعامل معهم كشريحة لها وجودها وحقها في كل مناحي الحياة.
نبيلة حسين المغنج
مدير إدارة التربية الشاملة (حجة)
إنضم إلينا