الإدارة المتكاملة لصيانة المدرجات الزراعية في أكثر من محافظة
تعتبر المدرجات أحد أهم مميزات الزراعة في اليمن حيث قال أحد المؤرخين "إن اليمنيين استجابوا لتحدي الطبيعة فطوعوا الجبال الشاهقة ببناء المدرجات لتكون مصدراً هاماً لأمنهم الغذائي".
ويعد النشاط الزراعي النشاط الاساسي لليمنيين في تحسين مستواهم المعيشي بالإضافة إلى الحفاظ على هذا التراث الحضاري والمحافظة على البيئة وبالرغم من الجهود الكبيرة التي تبذل من المزارعين لحماية هذه المدرجات من التدهور والانهيار الا ان جهودهم تظل ضعيفة في ظل امكانيتهم المحدودة والعوامل الأخرى (طبيعية –اقتصادية –اجتماعية). لذا فقد رأى الصندوق ان يقوم بتنفيذ مشروع تجريبي يرتكز على منظومة فنية متكاملة لصيانة واعادة تأهيل المدرجات( جدران مدرجات ،حواجز تهدئة، خزانات مياه للري التكميلي، تشجير )في مناطق الزراعة المطرية التي لها أولوية و هي من المناطق الريفية الاكثر فقراً والتي عادة لا تملك إلا قدراً ضئيلاً من الموارد وكذلك ايضاً من المناطق المعرضة للمخاطر والكوارث والمناطق النائية التي تفتقر إلى البنية الأساسية والخدمات الاجتماعية والتي ايضاُ بحاجة إلى بناء قدراتها مع مراعاة الاخذ بالجوانب الأخرى لظروف و امكانيات الاهالي المتوفرة والعوامل الأخرى .
وقد بدأ التدخل الذي يقوم به الصندوق بدراسة واختيار موقعين تجريبين في مديرتي القبيطة وبرع بمحافظتي لحج والحديدة، وقام الصندوق بعدها بتحديد ودراسة طبيعة التدخلات مع المجتمعات المستهدفة، وعقب ذلك تم البدء في تنفيذ أعمال وتدخلات متعددة ومتنوعة قام بها المستفيدين أنفسهم اشتملت على أعمال إنشائية لجدران المدرجات ومصارف المياه وجدران الحماية وكذا حواجز التهدئة، ليقوم الصندوق بعدها بمساعدة المستفيدين على تهيئة البيئة الملائمة لإدراج نظام التكامل الزراعي (حراجي) لمعالجة واستعادة الغطاء النباتي، وكذا تنفيذ حملات للتوعية والإرشاد بين أوساط المزارعين.
وقد نفذت جميع العمليات وبحسب إفادة المستفيدين أنفسهم بطرق تقليدية وبصورة ممتازة تفي بالغرض المتوقع منها بإشراف مهندسين من ذوي الخبرة، وأسهم في إنجاح هذه التجربة الحماس الكبير عند المستفيدين للمشروع واستعداد كبير لاستكمال بقية المساهمات المطلوبة. كما يقوم الصندوق وبشكل متواصل بتوفير الدعم الفني للمشروع.
إنضم إلينا