أخبار ونشاطات
الصرف الصحي التام يسهم في تحسين صحة وحياة سكان القرى
تعاني شعوب العالم الثالث من أمراض تسببها كثير من الظواهر والممارسات البيئية السلبية. وقي دولة شديدة الفقر مثل اليمن، تعاني كثير من المجتمعات الريفية من مشكلة قضاء الحاجة في العراء، وعدم غسل الأيدي، وشرب الماء بدون تنقية.. وذلك يعود إلى عدد من الأسباب منها قصور الوعي الصحي، وشحة المياه، والجانب الاقتصادي.
واستجابة لهذه المشكلة، نجح الصندوق الاجتماعي في الإسهام في رفع الوعي الصحي والبيئي عبر تطبيق منهج الصرف الصحي الكامل بقيادة المجتمع في عدد من أشد المناطق تأثراً في المجتمع، محققاً نسباً عالية من النجاح.
استهدف الصندوق 19 قرية في عُزَل بني نسر وبني عوف وبني نوف في مديرية المدان (محافظة عمران) كانت متأثرة بالآثار البيئية والصحية لمشكلة الصرف الصحي المكشوف. وقد اشتركت هذه القرى بعامل مشترك وهو انتشار خمسة أمراض نغصت حياة معظم سكانها الذين يبلغ عددهم 8,067 شخصاً، وخاصة الأطفال، وأنهكت ميزانيات الأسر التي تقطن 769 منزلاً، لتنعكس بذلك على مستوى حياة الناس بشكل عام. وهذه الأمراض هي الإسهال والبلهارسيا والملاريا والديدان المعوية وأمراض الكلى.
نزلت فرق الصندوق الاجتماعي إلى القرى المستهدفة لدراسة الوضع البيئي والصحي والاجتماعي للقرى المستهدفة لتجد انتشاراً عالياً ومتوسطاً لتلك الأمراض... بالإضافة إلى المناظر المؤذية لأماكن انتشار المخلفات البشرية والمنزلية. كما تبين أن 671 منزلاً تعوزها مرافق الصرف الصحي، وأكثر من 78% منها لا تحوي مغاسل لغسل الأيدي، و87% من قاطنيها لا يشربون المياه النظيفة.
باستخدامه التوعية المجتمعية المكثفة ذات التأثير الإقناعي، طور الصندوق أسلوبه في معالجة مثل تلك الآثار البيئية بمحاصرتها من عدة نواحٍ، مثل: تحفيز ومتابعة أصحاب المنازل لبناء الحمامات، وحفر البيارات، وتغطيتها.. وكذلك الأمر بالنسبة إلى المرافق العامة كالمساجد والمدارس.. وكذا حل المشاكل أثناء اللقاءات والمناسبات العامة، والقيام بحملات نظافة للقرية.
بعد تنفيذ حملات التوعية باستخدام منهج الصرف الصحي الكامل بقيادة المجتمع، كانت النتيجة مختلفة تماماً، حيث ارتفع عدد المنازل المزوَّدة بمرافق صحية من 98 منزلاً إلى 406 منازل (بنسبة نمو تجاوزت 400%)، وارتفعت نسبة التغطية العامة بالصرف الصحي من 13% (قبل التدخل) إلى 53% (بعد التدخل).
إنضم إلينا